13 سبتمبر 2012

الحجاب.. سلام داخلي!

دي حوارت عملتها مع اخواتي البنات على الميل وكانت نوع من الدردشة عادي.. فجأة طقت في دماغي اعملها حلقات وفعلا عملتها وتقريبا اتكلمنا عن كل حاجة تخص الحجاب.

الحلقة السادسة مع أختي المصرية مروة زهران Marwa Zahran

 (الحجاب.. سلام داخلي!)
-----------------------
الحوار بتاريخ من : 4 / 8 / 2012 : 5 / 8 / 2012

ضياء: إيه رأيك تكلمينا عن تجربتك مع الحجاب واتناقش معاكي في كام حاجة كدة؟؟
مروة: الصراحة لبست الحجاب من وأنا صغيرة قوي ومش فاكرة حاجة عنه غير إني كنت مجنونة خاااااالص زي دلوقتي كدة!.. 
يعني مش هتعرف تعمل معايا حلقة خالص لأن حجابي وأنا صغيرة ماكانشي يعتبر حجاب.
ضياء: طيب دا جميل.. الحوار عن الحجاب من وجهة نظر مجنونة هيبقى حاجة مفيدة برضه D:
مروة: انت مصمم بقى.. طيب يا ضياء.. استحمل الجنان والرغي الكتيير.. بص يا بن الحلال الحجاب حاجة جميلة قوووي، حاليا أنا لسه ما وصلتش للصورة اللي حباها واللي هتخليني أحس براحة.. والصورة دية هي لما بتشوف بنت من بعيد وانت لسه مش تعرفها وتحس براحة وإنها زي الملاك.. الصورة دية شوفتها في أصحاب ليا في الكلية.. كانوا عايشين حياتهم بحجابهم زي الملايكة بالظبط.. تصرفاتهم، أسلوبهم، ضحكهم، معاملتهم مع أي حد.. ولاد أو بنات.. لكن مثلا لو شفت بنت مش محجبة، برضه هاحبها وهاحترمها، بس بتفرق شوية.. لسه مش وصلت لصورة الملاك اللي تخليني معجبة بيها وبالتالي مش هتكون القدوة ليا اللي أحب أبقى زيها.
ضياء: جميلة النقطة دي ممكن نتكلم عنها.. وفيه حاجة تانية عايز اتكلم معاكي فيها وهي علاقة الحجاب بالطبقية الإجتماعية والثقافية وعلاقته بمستوى الفقر أو الغنى والتعليم أو الجهل.. يعني تفتكري مثلا الحجاب منتشر أكتر في الطبقات الإجتماعية الأدنى؟.. يعني كل ما يزيد الفقر كان فيه حجاب؟؟
مروة : شكلى كده مش هاعرف أهرب منك يا ضياء، طب هاروح أعمل مج نسكافيه كبير علشان أعرف أركز واجاوب على أسئلتك الكتير دية.. 
وبعد كام ساعة..
مروة: بص بقى يا ضياء أنا شربت النسكافيه بتاعي وكتبتلك كلام كتير.. انت بقى اشرب برضه مج كبير نسكافيه وبعدين إقرأ الكلام الملخبط ده وبعدين رتبه في دماغك.. ولو عجبك ابقى أنشره فى الحوار..
أولا:
دلوقتي الحجاب انتشر أكتر من زمان لزيادة الوعي والتدين والبرامج الثقافة والدينية.. يعني مثلا زمان على أيام مامتي كنت تلاقي كل الطبقات فقراء أو أغنياء.. كان السائد هو عدم ارتداء الحجاب، حتى بعد ما بيتجوزو ممكن يقعدو فترة من غير حجاب.. ودا ممكن يكون بسبب إن التدين كان قليل والتعليم برده قليل، ومفيش معاكسات، والدنيا أمان ومفيش اختلاط كتير، وكمان ندرة المشاكل الحياتية الفظيعة اللي بتواجهنا دلوقتي وبتسببلنا مشاكل نفسية بتخلينا تقرب من ربنا أكتر.. ونطبق فروضه.
ثانيا:
انتشار الحجاب فى الطبقات بيكون بأشكال ولأسباب مختلفة
1_ عادة:
يعني بيبقى عادة وحاجة طبيعية إن البنت تلبس الحجاب عند سن معين ومن غير إجبار من أسرتها (بس الحجاب بالطريقة دية مش بيكون نابع من القناعة الخاصة للبنت، وده ممكن تلاقيه كتير منتشر في الطبقات الفقيرة والمتوسطة سواء متعلمين أو لأ) وغالبا فى الحالة دية بتكون البنت مش فاهمة يعنى إيه حجاب بس لما بتكبر وتتعلم ويبقى عندها ثقافة دينية بتفهم وبتتمسك بيه وتحاول تتطوره.. فتتحول العادة إلى تدين وحجاب ظاهري أو يكون تدين وحجاب من جوه ومن بره.
2_ تدين ظاهرى:
فيه فرق بين الحجاب الظاهري والداخلي (اللي من جوه القلب يعني) النقطة دي بتعتمد على الأسرة والتناقض اللي فيها.. يعني مش تلاقي مامتها بتقولها انتي كبرتي ولازم تاخدي بالك من تصرفاتك وفي نفس الوقت تكون مامتها بتتساهل في حجابها، وباباها يقولها صلي وتلاقيه بيكدب على صاحبه قدامها في التليفون.. التصرفات المتناقضة دية هتخلي فكرة التدين في دماغها ومن جواها مشتتة، هتعمل اللي هما عايزينه وبره تغير كل حاجة وتبدل حجابها (عند صحبتها وللا في المترو وللا على السلم حتى).. وده هتلاقيه في كل الطبقات، لأنه مش بيعتمد على الغنى والفقر، ولا برضه الجهل والتعليم، هيعتمد على مفهوم التدين وتطبيق أوامر ربنا والتناقض فيها، فيه ناس متعلمين ومتناقضين كتيير أوي.. يعني مثلا يقولك اكدب وبعدين قول استغفر الله العظيم.. وللا تلاقيه لسه خارج من الصلاة وبيتخانق ويشتم وكمان يسب الدين!
3_ موضة:
في فترة كان الحجاب موضة!، يعني مثلا البنت تلبس الإسدال مثلا لونه أسود، والطرحة لونها أحمر والجزمة والمعصم لونهم أحمر ده غير الميك آب، بصراحة شكلهم كان بيبقى مستفز أووي، ولما خلصت الموضة قلعو الإسدال (دا كان أيام الكلية من كام سنة كده، دلوقتي مش عارفه ايه الموضة .. مش متابعة موضة الحجاب).. ودا في الطبقات المتوسطة وخصوصا المتعلمين.. الفقراء مش بيكونو عندهم الإمكانيات إنهم يعملو كده.. والأغنياء بالنسبالها أحسنلها تفضل بشعرها أحسن من المنظر دا!
4_ تديّن داخلي (اللي من جوه ده):
بيكون بحب وباقتناع، زي أصحابي اللي زي الملايكة اللي قلتلك عليهم في الأول، بتحس بالراحة لما عينك بتقع عليهم.. تلاقي تصرفاتهم، أسلوبهم، كلامهم، ضحكتهم متطابقة مع صورة الملايكة دي وفي نفس الوقت هما بشر عايشين حياتهم بس باحترامهم لحجابهم، وبالتالي أي بنت مش محجبة هتحب الحجاب لأنهم هيكونوا قدوة ليها ومش هتخاف إن الحجاب هيقيدها ومش هيخليها تعيش سنها وحياتها، لكن لما تكون محجبة و تصرفاتها متناقضة مع حجابها ومش بتحترم حجابها، لو بنت مش محجبة شافتها هتكره الحجاب وتقول أنا كده أحسن منها..
التدين الداخلي ده بيكون في كل الطبقات.. والمتعلمين والجاهلين، بس بتفرق في وقت الاقتناع ، يعني ممكن تلاقي في الطبقات الغنية وقت الاقتناع ييجي متأخر شوية بعد ما تتأثر من البرامج الدينية ومن صحباتها المحجبين بس في النهاية بتوصل لصورة الملايكة..
وبرضه أحيانا المتعلمين والجاهلين اللى لابسين الحجاب عادة.. بيوصلو للدرجة دي لما يفهمو بعد كده وتزيد عندهم الثقافة الدينية ويحبو إنهم يوصلو لصورة الملايكة اللي تريحهم من جوه.
معلشى بقى لو اتلخبطت لأني فاشلة في توصيل المعلومة بس حاولت أجمعلك الأفكار الملخبطة اللي في دماغي وربنا يكون في عونك بقى.
ضياء: انتي في كلامك قلتي زمان على أيام أمهاتنا.. اللي هي فترة الستينات والسبعينات.. فعلا الفترة دي كان البنات من كل الطبقات مابيلبسوش الحجاب وبيلبسو قصير جدا وعريان.. كانت الدنيا أمان آه.. بس الفترة دي كانت أكتر فترة فيها تقاليع وأفكار كتير.. الهييبز والخنافس والوجودية.. في نفس الوقت اللي شبابنا بدأ يبص للغرب أكتر للتحرر في الأفكار والعلاقات واللبس.. وبرضه حصل وقتها الخلط العجيب بين حرية المرأة وبين طول فستانها.. ومن وجهة نظري إن المرأة في السبعينات ضيعت فرصة كبيرة أوي من إيديها لوضع قواعد راسخة لحرية المرأة بسبب الخلط ده.. لأني بعتبر الجيل ده من أكتر الأجيال تطلع للحرية.. بس المشكلة إنه بص للحرية من بره وبسطحية.
على فكرة اتكلمتي حلو أوي يا مروة وكلامك منظم وواضح ما شاء الله عليكي.. وطلعتي أفكارك بطريقة واضحة أوي ومنهجية كمان.. وكلامك في حد ذاته ممكن يبقى نواة لدراسة مهمة جدا في الموضوع دا.
بس عايز أرجع لأول الحوار فووق هناك كدة لما قلتي إنك اتحجبتي وانتي صغيرة ومجنونة.. احكيلي امتى اتحجبتي وإزاي ، وإيه تأثير جنونك على حجابك وحجابك على جنونك؟
مروة: خليني افتكر.. بص يا بني أنا عندي أختين وولدين.. لما أنا جيت بقى ضلمت الدنيا ده علشان أكيد هي ماستحملتشي نوري فضلمت.. يعني ماحدش يروح تفكيره لبعيد.. المهم أنا جيت بعد بنتين وولد وأكبر واحدة منهم كانت أكبر مني بخمس سنين فكانت محجبة وبرضه أختي التانية _أم ياسين القمر اللي هيجنني بضحكته_ كانت محجبة برضه أنا بقى كنت صغيرة جدا فلبست الحجاب علشان لقيتهم لبسوه.. يعني كنت بقلدهم وكمان بقلد إخواتي الولاد.. بس التقليد كان بجنان خاااالص.. يعني كنت بحب ألبس لبس ولادي وألبس الطرحة عليه عادي.. بس ماكنتش ملتزمة بالتقليد.. لأني كنت بحب ألعب الكورة مع ولاد عمي في حوش العمارة وطبعا كنت لازم أقلع الطرحة علشان ألعب صح وأغلبهم وكمان كنت بحب ألعب بلي (أكيد عارفه) بلعبه مع الولاد في الشارع عندنا وبغلبهم وبتخانق معاهم وبينضربو وأمهاتهم يبصولي شذرا من البلكونة ويزعقولي.. يعني من الآخر كنت بلطجية الشارع (لو كنت قابلتك واحنا صغيرين كنت هتتغلب برضه وكمان هتتضرب حتى لو ماعملتليش حاجة.. أصل ده طبع الشر ده فيا من وأنا صغيرة يا بني)
وكمان كنت مصاحبة الكهربائي والحلاق والنجار والبقال وكل الرجالة دية كلهم كانوا _في الماضي الله يرحمه بقى_ بيحبو البنت الصغيرة الشعنونة .. لكن الستات ماكانوش بيطقوني علشان كنت بضربلهم عيالهم..
يعني من الآخر لبس الحجاب في السن دا كان لعب عيال وماكنتش فاهمة يعني إيه إلتزام.. دا أنا حتى ساعات كنت بصحى من النوم على الشارع على طول بشعري كده وهو منكوش علشان ألعب أو أجيب لماما الحاجة (بس على فكرة ماما اللي غلطانة هي عارفة إني لازم أشرب نسكافيه علشان أفوق.. أصل أنا مدمنة من وأنا صغيرة)
ده كان الجنان يا بن الحلال..
لما بقيت تقريبا في 3 إعدادي عقلت شوية وبطلت لعب والتزمت بالحجاب من بره بس لكن من جوه ماكنتش لسه حاساه ولا فهماه.. وحتى برضة في الثانوية العامة عقلت أكتر والتزمت أكتر.. بس برضه لسه الاحساس بالراحة ما كانشي وصل عندي.
الكلية بقى هي مرحلة التغيير في حياتي بجد بالنسبة للحجاب الداخلى اللي كلمتك عنه فوق.. صورة الملايكة اللي قلتلك عليها.. شوفتها وحسيتها بجد في أصحابي.. بنات ما شاء الله عليهم ربنا يحميهم.. مش معقدين وقافلين على نفسهم.. وفي نفس الوقت ملتزمين من بره ومن جوه والابتسامة دايما على وشهم..
أول موقف بهرني بجد لأول واحدة من صحباتي.. اتعرفت عليها.. كنت خايفة تايهة في الكلية وعايزة أعرف مكان فى الكلية الواسعة دية.. حجابها وأسلوبها وابتسامتها الجميلة ريحوني جدا .. مشيت معاها وكل دقيقة كانت تقف تسلم على واحدة.. ما شاء الله عارفة الجامعة كلها.. وبيسلمو على بعض بحب مش تمثيل.. بجد شفت إزاي ربنا بيحبب فيك خلقه بجد.. أول مرة أحس بالدعوة دية معاهم.. مواقف كتير معاهم معاملتهم ومساعدتهم لأى حد بحب ومن غير مصلحة.
آديني رغيت كتيييير أهو.. بس انت يا ضياء تستاهل الصراحة وجع الدماغ ده.. مش انت اللي عايز تعمل حوار معايا.. بقى بزمتك فيه حد يعمل حوار مع ميرو المجنونة؟
ضياء: لا على فكرة انتي طلعتي ست العاقلين والجنان ده طلع كاموفلاج زي ما بيقولو.. وعلى فكرة بقى ماكنتيش هتقدري تغلبيني في لعب البلي.. مع إني كنت بحب السبع طوبات أكتر..
الحوار معاكي فعلا كان مفيد وفيه معلومات مهمة.. بشكرك.

هناك 6 تعليقات:

محمد جمال يقول...

بدأنا الجنان يا معلم
خلصنا من ام سحلول وربنا هادى مروه اليومين دول ومشغوله فى كتابها , يطلعلنا ضياء بجنان مروه مع الحجاب
ههههههههههههههههههه

بس بصوا على اى حال هو حوار جميل بجد

تحياتى لابداعك صديقى , كان نفسى اشوفك فى حفل توقيع كتاب مروة بس معلهش متعوضه ان شاء الله منى ,

تحياتى

ضياء عزت يقول...

محمد جمال

ربنا يخليك يا محمد.. انت روحت؟

وتتعوض أكيد والجيات أكتر يا صديقي وهتشرف بإني أشوفك

أحمد أحمد صالح يقول...

يا الله !
أقول أية؟!
حوار اكثر من رائع خاصة بتعرضه لنقاط مثل إرتباط الحجاب بالمستوى الإجتماعي،و المقارنة بين الستينات و السبعينات و العصر الحالي،وطبعا نقطة البرامج الدينية..وكمان تصنيفات الحجاب اللي عملتها مروة.
التعليق على آرائكم كلها اكيد هيتطلب وقت ومساحة كبيرة،لكن أقدر أقول إني تقريبا متفق مع معظم أرائكم،فقط في المستويات الإجتماعية الأدنى تجد إنتشار الحجاب أكثر كعادة منه في المستويات الأجتماعية الأعلى،فالبنت هنا إرتدت الحجاب لأن كل من حولها يرتدينه،ولكن البنت في المستوى الإجتماعي الأعلى ربما العادة أن لا ترتدي الحجاب،وهذا ليس تدني خلقي بقدر ماهو إنسجام مع وضع وجدت نفسها فيه،ولذلك عندما ترتدي الحجاب فهذا يعني أنه عن إقتناع ورغبة كاملة.
..
رأيك جميل في موضوع حرية المرأة ورؤيتك ليها في فترة الستينات،ربما هذا يحتاج لنقاش طويل قد تأتي فرصة له في وقت لاحق..
فعلا إستمتعت جدا بحواركم ده،وفي انتظار حواراتك القادمة يا ضياء،وكمان في انتظار إصدارك لكتاب يحمل خلاصة هذه الحوارات.
كل التحية يا صديقي.

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا ضياء
بجد بتعجبني مواضيعك وطرحك بس النهردة مش قادرة آركز في الحجاب أنا ركزت في جنان مروة المجنونة ههههههههه ماأنا وحدة مجنونة بجد ضحكت على الحجاب الي بتقلعه عشان تلعب كورة شفت آلتزام كدا :)
انا بهزر طبعاً تحياتي ليك ولمروة الي بجد آبدعت في وصف الحجاب من نواحي كتيرة "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

ضياء عزت يقول...


أحمد أحمد صالح
الصراحة يا أحمد الفضل كله يرجع لمروة في إن الحوار يعجبك كدة
وكالعادة بتضيف للتدوينة نقطة مهمة تفيد الموضوع

وإن شاء الله مسيرنا نقعد مع بعض ونتناقش في أمور كتيرة

مبسوط قوي والله إن الحوار عجبك.. ويارب دايما

ألف شكر على إهتمامك وتعليقك

منورني دايما

ضياء عزت يقول...


ريـــمـــاس
صباح التوليب
ههههههههه.. هتيجي تقوليلها كدة هتقولك إنها اعقل واحدة في العيلة

وياريتها على لعب الكورة.. دي بتقولك بلي وبتضرب العيال ف الشارع
هههههههههه

مروة فعلا أبدعت في الحوار وما شاء الله عليها تفكيرها كان منظم

منوراني دايما

ألف شكر

Translate