25 يوليو 2012

الحجاب.. طفلة!

 دى حوارت عملتها مع اخواتي البنات على الميل وكانت نوع من الدردشة عادي فجأة طقت في دماغي اعملها حلقات وفعلا عملتها وتقريبا اتكلمنا عن كل حاجة تخص الحجاب.

الحلقة الأولى مع أختي المغربية نعيمة Lalla Naima  واللي من فترة عملتلي بلوك:) ومعرفش سببه لحد دلوقتي.. وبقولها كل سنة وانتي طيبة ويارب تكون بخير

 الحوار بتاريخ 08-09-2009 12:52  AM

(الحجاب.. طفلة)
----------------

ضياء: الحجاب منتشر عندكو؟
نعيمة: في طنجة آه الحمد لله وتطوان .. والمناطق الشماليه كلها.
ضياء: وفي المغرب عموماً؟
نعيمة: المغرب عموماً أغلبه لاء.. نزلت كام مرة الرباط وكزابلانكا كانو يسألوني انتي محجبه بجد ولا شعرك اتحرق.. واحدة قالتلي فكرتك لبستيه عشان استحميتي وخايفة تاخدي برد.. وواحد قاللي انتم بتستخبوا في الحجاب علشان البرد فاكرني لابساه علشان ما احسش ببرد في وداني في الشتا وللا مش عارفة هبله وداه لفين.. ربنا يهديه.
ضياء: يعني البنت بتتحجب من سن كام غالباً؟
نعيمة: في المحيط اللي أنا فيه من سن االبلوغ تقريبا يعني 12 أو 13 دي بصفة عامة.. غير كدا بيتحجبوا من زمان.
ضياء: طيب وعندكو ناس زي اللي عندنا كدة بيقولو لاءه للحجاب والحاجات دي؟
نعيمة: قصدك بنات دي؟؟!.. آه فيه بنات بترفض الحجاب وكل يوم خناقه مع أهلها.. وفيه بنات تلبس الحجاب في البيت وأول ماتطلع على راس الشارع تقلعه وترجع تلبسه أول ماتوصل الحي بتاعهم.. والحياة ماشية.. يعني فيه ناس وناس زي باقي خلق الله.
ضياء: مش قصدي كدة بس.. يعني في الإعلام والإتحادات النسائية
والحركات دي؟
نعيمة: لاء طبعاا!
ضياء: أصل يا ستي إحنا ربنا مبتلينا بشوية من دول.. من بتوع التقدم والتحرر والتحضر والمدنية.. وماعرفش ده ماله ومال الحجاب!
نعيمة: في أحزاب عندنا بتنادي بعلمانية الدولة وتحرير المرأة ومش عارفة إيه وحريه اللبس والدين ومش عارفة إيه بس مش بيقولو لا للحجاب.
ضياء: مممممم.. ده معناه إنهم مش بيقولوها علانية لكن بيقولوها ضمنا.. ما علينا.. عندنا اليومين دول فى مصر نقاش بيدور حوالين حجاب الأطفال بسبب فيلم اسمه "دولة الحجاب" بتاع مخرجة اسمها "فاطمة الزهراء".. فيلم تسجيلي هوه.. انتى إيه رأيك في الموضوع ده؟
نعيمة: أها.. انت عايز رأيي في حجاب الأطفال.. أنا موافقة عليه بس مش بطريقة تعسفية.. يعني نحبب الأطفال في الحجاب الأول.. وعلى فكرة أنا اتحجبت وأنا في تانيه ابتدائي.. ومن ساعتها مش شيلته لغاية دلوقتي الحمد لله.. في الأول كنت بلبسه واشيله.. لما مثلا كنت اجري ألعب في المدرسه يقع مني اشيله لغاية ما اخلص لعب عشان مايقعش ع الأرض
ضياء: حلوة إنك تشيليه لما تخلصى لعب دي.. طيب اتحجبتي ليه في السن ده.. رغبة أهلك؟
نعيمة: أمي في مرة جابتنلنا كذا حجاب وحطيتهم على الطاولة وقالت كل واحدة تختار النوع اللي عاجبها إخواتي البنات أصلا كانو محجبين ماكنش فاضل غيري فاختارت واحد عجبني قالتلي طيب إوعي تخبيه البسيه علشان صحباتك يشوفو إن عندك حاجة جديدة.. انبسطي بيها قلتلها ماشي وفرحت أوي ولبسته في نفس اليوم.. عدى يومين جابتلي واحد تاني
أحلى.. وهكدا لغاية ماخلاص مش بشيله ومش عارفة أشيله علشان كدة بقولك نحبب الأطفال فيه مش نفرضه عليهم.
ضياء: جميل أوي أسلوب مامتك بجد.. بس انتى حبتيه ليه؟
نعيمة: علشان في الأول حبيت شكل الحجاب اللي اختارته ولونه وأما جربته وأمي لبستهوملي كلهم قالولي ماشاء الله أمورة أوي  ووالدي كان يشوفني بيه يشيلني ويقولي عقبال الحِجـة يـاارب.. حبيت فرحتهم بيا وفرحت بيها.. فرحت إني حلوة.. بعدين اتعودت عليه وعرفت إن ماينفعش أشيله.. كان ممكن أشيله لو كانو عملو غير كدة.. خلوني أحبه من قبل مايتقالي إن الحجاب لازم وفرض..
 تعرف.. أول مره اتقالي فيها شيلي الحجاب من أمي!.. كنت تعباني أوي وكنت في اعدادي حصلتلي حادثة كدة ودخلت المستشفى شهر، لما طلعت ابتديت اتخنق.. فقالتلي أمي شيلي الحجاب لو بيخنقك على الأقل لغاية ماتعدي الامتحانات.. بس برضه مش شيلته حسيت إني هاعمل حاجة غريبة وناس هتقعد تشاور عليا.. إزاي أشيله؟!.. لالا.. ماينفعش وفضلت بيه ومش حصلي حاجة.
ضياء: طيب لما كبرتي عرفتي ليه أهلك كانو حابين يحجبوكي صغيرة.. يعني إيه السبب إنهم مش يستنو تكبري؟.. يعني مثلاً.. خوف عليكي.. وللا عايزين يعودوكي؟
نعيمة: أها طبعا يعودوني علشان لو فضلت لغاية ما اكبر ممكن أعند وأحب شكلي من غير حجاب مثلا ويوم ما تفرض عليا ساعتها هقول لاء..  مش بحبه وتبقي مصيبة وكل يوم زعيق ومشكلة.
ضياء: طيب مش شايفة انك لما تفرضي الحجاب على طفلة ممكن يجيب نتايج عكسية بعدين؟
نعيمة: صح طبعا هتلبسه أدامك ده لو لبسته.. من وراك هتعمل كوارث بيها.. أو هتشيله خالص.. مش هتفهم معناه طول ماهي كارهها ومش عايزه.
ضياء: في الفيلم ده جابو أطفال محجبات بنات زي العسل.. الجميل فيهم إنهم حابين الحجاب وبيدعو للمخرجة إنها تتحجب!
نعيمة: أها ربنا يحميهم.
ضياء: بس فيه ناس علقو على الفيلم.. اللي قال كدة غلط ولازم يعيشو طفولتهم..
نعيمة: عرفت تعلقاتهم .. أكيد هيقولو انتم بتعقدوهم من الأول كدة ليه!!
ضياء: منين عرفتي؟!
نعيمة: لا مجرد تخمين.. في ناس كدة أعرفهم بيقولو أنا ولادي مش هلبسهم حجاب.. اللي عايز يلبس يلبس مش هعمل زي فلان اللي معقد بناته.. كلام من دة سمعته كتير.
ضياء: بس ده رأي مهم برضه.. يعني البنت تعيش سنها بعدين نفهمها واحدة واحدة مش وهي طفلة أقولها حاجة أكبر منها.
نعيمة: أهو كلمة تعيش سنها دي اللي بتجيب مصايب!
ضياء: مش هتجيب مصايب لو اتفهمت صح.
نعيمة: طب قولي ياضياء.. سنها دة اللي هو على أساس كام سنة؟
ضياء: في موضوع الحجاب.. لحد قبل بلوغها.. تعيش سنها.. طفلة تجري وتلعب.. بس مايمنعش إني وسط ده أعلمها.
نعيمة: في الفترة دي المفروض يعلموها حلاوة الحجاب.. يحببوها فيه علشان هي تجري عليه قبل البلوغ.
ضياء: تمام.. متفق معاكي إننا نعلمها حلاوته وقيمته بس من غير ما اظلم طفولتها وبراءتها.. وإلا هيبقى تقييد ليها فى السن ده.. وللا إيه؟
نعيمة: ماهو دا كلامي.. ساعتها هتحس إنه فرض عليها مش حبا فيها ودة
غلط أوي لو قدرت ناو تفرض عليها الحجاب وهي صغيرة وطفلة.. بكرة
أما تكبر وتبقى مسؤولة من نفسها تشيله وتعمل حاجات كتير ماكانتش تعرف تعملهم علشان محجبة وماحدش يقدر يمنعها ساعتها ولا يفرض عليها حجاب زي ماحصل في طفولتها علشان بقيت واحدة كبيرة ومسؤولة عن روحها.. فهمت قصدي؟
ضياء: مش فهمت آخر كلامك أوي.
نعيمة: طيب بص.. لنفرض إن واحدة وهي طفلة اتفرض عليها الحجاب
بضرب وزعيق.. المهم بتلبس حجاب وهي طفلة غصب عنها وعدت فترة المراهقة.. الحجاب لا مش طيقاه.. بكرة لما تبقى مسؤولة من نفسها وماحدش له كلمة عليها.. وحتى لو في حد بس هي خلاص مابقيتش بتسمع لحد هتشيل الحجاب اللي كان مفروض عليها وتعمل الحاجات اللي ماقدرتش تعملها وهي طفلة أو مراهقة من ورا الحجاب دة.. يعني هتطـَّلع كبتها في الآخر وتبقى هيصة.
ضياء: طيب هي ممكن تحبه طفلة وتكرهه لما تكبر؟
نعيمة: تكرهه لو مش عاشت طفولتها كويس.. يعني ممنوع لعب، ممنوع سمع أغاني، ممنوع تكلمي ولاد.. وهي عندها 6 سنين ممنوع ممنوع.. وتفضل دايما لوحدها والحجاب في دماغها.. بكرة تزهق وتفتكر إن الحجاب دة هو اللي بيمنعها من الحاجات دي وعشان تعمل الحاجات دي طبعا لازم تشيله.. وهتشيله.. عشان تحس إنها مرتاحة ومش بتغلط لمجرد إنها شالته وبقيت حرة في معاملتها وحياتها ومش ملتزمة مع حد.
ضياء: عجبني تعبير.. "والحجاب في دماغها".. طيب عايز أعرف لو الطفلة اللي اتحجبت صغيرة ممكن تبقى منطوية ومنعزلة خصوصاً لو صحباتها مش محجبات فياخدو منها جمب؟
نعيمة: أها هتعيش اللحظات دي أكيد مفيش بنت مننا مش حصلها كدة بس بيختلف رد الفعل من بنت للتانية.. ممكن بنت محجبة هي اللي تأثر على البنات التانية وتخليهم همة يحسو بكدا وممكن بنت تانية محجبة تنكسف
أنها محجبة أدام صاحباتها وكل مرة تحس إنها شيء منبوذ ومش تعرف تدافع عن نفسها.
ضياء: طيب وده علاجه إزاي.. نتجنب ده إزاي، أو نحوله لشيء إيجابي؟؟
نعيمة: تتجنبه يا ضياء لو ليها شخصية قوية أدام صحاباتها علشان لو ضعيفة والناس بتسيطر عليها هتتعب أوي والمفروض تستحمل وخلاص والمواقف دي مش بتتحكي على فكرة.. بتفضل البنت شايلاها جواها وساكتة.. لحسن تقولي ما تحكي لأهلها.
ضياء: دي طفلة يانعيمة شخصيتها تكون قوية ازاي؟
نعيمة: آه ياضياء قوية.. وأنا عارفة بقول إيه!
ضياء: طيب فهميني!
نعيمة: انت ناو شخصيتك ليها بصمة أدام صحابك اللي في سنك.. الأطفال برضه ليهم شخصيتهم أدام بعض.
ضياء: أيوة.. ليا شخصية علشان ليا وجهة نظر ورأي.
نعيمة: كلنا كنا أطفال يابني وعدينا من المرحلة دي مش برضه بيبقى حد من صحابنا شرير والتاني نمـَّام والتالت عبيط لدرجة تضربه يبكي ويسكت؟!
ضياء: أيوة صح .. بس على فكرة ممكن لما يكبرو الأدوار تتعكس.
نعيمة: لما يكبرو .. إنما ناو بنتكلم وهمة لسة صغيرين.. يبقى البنت دي هتعدي الموقف حسب شخصيتها وسط صحاباتها.. لو قوية وكلمتها سيف ماحدش هيرفع حواجبه عليها.
ضياء: حلو أوي التعبير دوت.
نعيمة: لكن لو واحدة بريئة وفي حالها وعلى طول الدموع على خدها
هتتعب أوي وهتسكت برضة علشان ببساطة هي كدة.. وهتنطوي وتنعزل ويأثر دة بالسلب عليها.. وفيه بنات بتحب تستقوى من صحاباتها طالما هي ضعيفة أوي.. بتفضل مع صحباتها الأقويا حتى لوبيعاملها وحش علشان بس باقي الأطفال التانيه أول مايشوفها معاهم يفتكروها زيهم قوية.. ويبعدو عنها.. ضياء انت ماكنتش طفل قبل كدة وللا إيه؟
ضياء: كنت طفل.. بس مش طفلة.. ومحجبة كمان.
على فكرة كنت بنكشك في النقطة دي علشان ياخدنا الكلام عن دور الأهل في تقوية شخصية بنتهم أو بمعنى أصح تأهيل شخصيتها للبس الحجاب في السن ده.. وتحضيرها لمواجهة أي حاجة اتكلمنا عليها فوق..
متشكرين يا نعناعة على الحوار الجميل المفيد ده.. وعلى تواصل بقى.

هناك 4 تعليقات:

أحمد أحمد صالح يقول...

أنا طبعا رجعت للحوار ده قبل ما أقرأ الحوار بتاع النهاردة..
حوار رائع جدا جدا جدا طبعا عجبتني أراءكم انتم الاتنين و اللي أعتقد غطت الموضوع بمعظم جوانبه،و أنا شايف ان الحوارات هتضم دول عربية مختلفة و ده رائع جدا يا ضياء، ربما جمع هذه الحوارات مع بعضها سيشكل دراسة مجتمعية هامة جدا في هذا الموضوع..هأقرا الحوار التالي..رمضان كريم

مروه زهران يقول...

حلو أوى الحوار يا ضياء
تنفعوا تشتغلوا دكاترة نفسيين

ضياء عزت يقول...

الله أكرم


مبسوط بمتابعتك دايما

ألف شكر

ضياء عزت يقول...

طيب تمام .. ننفع في حاجة D:

مبسوط إن الحوار عجبك

ألف شكر

Translate